🔴 آثار الغضب على الجسم ونتائجه المدمرة
الدراسات الطبية والنفسية الحديثة ، تفيد أنه بمجرد حدوث الغضب يبدأ معدل ارتفاع نبضات القلب وتتردد الأنفاس بسرعة ، فينطلق الدم إلى الرأس والوجه فتنتفخ الأوداج ويحمر الوجه وتتغير معالمه ، ويزداد تدفق الدم إلى الأطراف فتتحفز العضلات في كل أنحاء الجسم وتبدأ اليدان و الرجلان بالارتعاش ويعلن الجسم حالة الطوارئ استعدادا لأي ردود فعل جسدية و أقربها الانتقام.
حيث تفرز الغدد الصماء هرمونات ( مثل الأدرينالين ) تزيد عن حاجة الجسم الطبيعي إليها أثناء الغضب حيث كانت هذه الهرمونات مخصصة لعمليات البناء بالجسم واستخدامها للدفاع عنه عند الحاجة مما يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم.
وكلما طالت فترة الغضب زاد إفراز هرمون الأدرينالين في الدم مما يزيد من نسبة التوتر والنشاط الجسماني ويبقى أثر هذا الهرمون لفترة طويلة ولا يستطيع الجسم الهدوء بعدها إلا بعد مضي ساعات طويلة وربما طال الأمر عن ذلك.
وأكدت الدراسات أن هذا التوتر القوي بيهز الجسد بعمق، ويشجع على ارتفاع الوزن وتكتل الدهون ، وهو سبب من أسباب السكتة القلبية المفاجئة ولعل هذا يفسر سبب كثرة موت الفجأة الذي أخبرنا رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه يكثر آخر الزمان ، لكثرة دواعي الغضب ومسبباته.
كما يتسبب الغضب المتكرر في إدخال الكثير من المواد الكيماوية إلى داخل المخ مسببة أعراضا لا تحدث إلا بدخولها مثل الصداع والغثيان والدوخة ، كما يسبب ارتفاع ضغط الدم ، ومع الزمن يؤدي إلى زيادة سمك الشرايين التي تحمل الدم إلى النصف الأمامي من المخ ؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث الجلطة أو السكتة الدماغية ، وإلى تعطيل وظائف جهاز الهضم مثل سوء الهضم وخلل في إفراز العصارة المعدية التي تعمل على تسهيل عملية الهضم ، بل تؤدي أحيانا إلى تلف أنسجة الجسم كما هو الحال في القرحة التي تحدث في الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر والتهاب القولون وقد يسبب مرض السكر ويكون الجسم مهيئة للإصابة بالسرطان والعياذ بالله
ويرى البعض أن التأثيرات التي تحصل في البدن نتيجة الغضب الشديد تسبب فيضانا هرمونيا يؤدي إلى ما يشبه الماس الكهربائي داخل المنزل بسبب اضطرابات الدائرة الكهربائية ، وما ينتج عن ذلك من تعطل في كافة أجزاء الدائرة الكهربائية.
🌟 كيف تتحكم في غضبك؟
فيما يلي سنذكر طريقة التحكم في النفس خلال هذه المدة القصيرة ( الـ ۲۰ ثانية ) التي تلي حدوث المؤشر الذي يسبب لنا الغضب ، لنتخلص من أكثر مشاكلنا التي نحن السبب الرئيس فيها دون أن نشعر.
🔷 أولا : السكوت :
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وإذا غضب أحدكم، فليسكت ؛ ( فالسكوت يصل بتفكير الإنسان إلى العقل الواعي ، ويتجاوز بذلك فترة ال۲۰ ثانية الحرجة ).
🔷 ثانيا : تنفس تنفسا عميقا بعد حدوث المؤثر مباشرة
حيث سيعود الدم إلى الدماغ بعد أن اندفع في حال الغضب إلى الأطراف مما يجعلك أكثر تركيزا وهدوءا، تماما مثل اللاعب الذي يقوم بتسديد ركلات الجزاء حيث يتنفس بعمق قبل التنفيذ ليكون أكثر هدوءا
🔷 ثالثا / قم بتلاوة الأذكار التي تربطك بالبر وتنزع عن نفسك الأهواء الشيطانية:
عن ابن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو يقول أحدكم إذا غضب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ذهب عنه غضبه ) ، وقال الله تعالى " ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد آية ۲۸
🔷 رابعاً : حاور نفسك (حتى تتجاوز ال20 ثانية الحرجة) كما يلي ..
صف حالك الأن بكلمة (أنا الآن، غاضب - متنرفز - زعلان) حتی تدرك وضعك الحالي وتقوم باتخاذ اللازم تجاه هذا الوضع ، فالمريض لا يذهب به للمستشفى إلا إذا أدرك أنه مريض بحاجة إلى العلاج.
اسأل نفسك لماذا أنا الآن غاضب ؟ حتى تعرف سبب غضبك ويمكنك معالجته.
أسأل نفسك الأن سؤالا : هل هذا السبب يستحق أن أغضب لأجله؟ ولأجل تفعيل الفقرة الأخيرة، قم قبل ذلك بالتمرين التالي 👇
سجل أهم عشرة أسباب تؤدي إلى غضبك في ورقة، ثم اقرأها واسأل نفسك سؤالا ، هل هذه الأسباب تستحق أن أغضب لأجلها ؟ وضع علامة (صح) وعلامة ( خطأ ) بعد إجابتك من كل سبب، ثم أسأل نفسك سؤالا آخر، هل هذه الأسباب تغضب الناس كلهم أم تغضبني أنا فقط؟ ( تذكر أنك قد تكون حساساً جداً لكلام الناس وتصرفاتهم؛ أي أن ثقتك بنفسك منخفضة )، واستبعد الأسباب التي تغضبك أنت فقط، وأنا على يقين أنك ستستبعد أكثر من نصف الأسباب العشرة التي سجلتها سابقا ثم بعد ذلك لن تثير هذه الأسباب غضبك بعد الآن، وتكون قد كسبت راحة بالك وسعادتك.
المصدر : كتاب فن ادارة الغضب
